النتائج الرئيسية
- تم اختراق أجهزة أربعة مدافعين عن حقوق الإنسان، محاميين، وصحفيين أردنيين بواسطة برنامج التجسس بيغاسوس من مجموعة NSO في الفترة ما بين أغسطس 2019 و ديسمبر 2021. من ضمن المستهدفيين أفراد ناشطون في قضايا مكافحة الفساد في الأردن. اثنان من الأفراد المستهدفين نساء.
- نقدر أن اثنين على الأقل من المستهدفين الأربعة قد تم اختراقهم بواسطة مشغل بيغاسوس يركز على الأردن بشكل خاص، وذلك بناء على رسائل نصية تتضمن روابط بيغاسوس والتي تشير إلى مجموعة من أسماء النطاقات التي تركز على موضوعات أردنية.
- اخترق جهاز الآيفون الخاص بأحد المستهدفين بنجاح في 5 ديسمبر2021، ما يظهر أن مجموعة NSO ما زالت نشطة على منصات Apple، حتى بعد أن قامت شركة Apple بمقاضاة مجموعة NSO و إبلاغ الأفراد المستهدفين ببرنامج التجسس بيغاسوس في نوفمبر 2021.
- حددنا مشغلين لبرنامج التجسس بيغاسوس ونزعم أنهما من المرجح أن يكونا من أجهزة الحكومة الأردنية. الأول ينشط منذ على الأقل ديسمبر 2018 و أطلقنا عليه اسم MANSAF، وأطلقنا على الثاني اسم BLACKIRIS، والذي ينشط منذ ديسمبر 2020 على الأقل.
- تبني نتائجنا على تقرير سابق نشرته فرونت لاينز ديفندرز، والذي كشف عن إصابة موبايل محامية حقوق الإنسان والمدافعة عن حقوق المرأة هالة عهد ديب ببرنامج التجسس بيغاسوس
الخلاصة
خلصنا مجددا في هذا التقرير أن عميلًا حكوميًا لمجموعة NSO قد استخدم برنامج التجسس بيغاسوس Pegasus للتجسس على أفراد من المجتمع المدني الذين ليسوا إرهابيين أو مجرمين. تضاف هذه القضية إلى العدد الكبير من حالات إساءة استخدام برنامج التجسس بيغاسوس Pegasus حول العالم ، والتي ترقى إلى مستوى لائحة اتهام لا جدال فيها ضد مجموعة NSO وبرنامج التجسس الذي تمتلكه، بسبب عدم قدرتها أو عدم رغبتها في وضع حتى أبسط الضمانات التي تحترم حقوق الإنسان.
من المثير للاهتمام أن الاستهداف الذي كشفنا عنه قد حدث بعد الانتشار الواسع للدعوى القضائية التي رفعتها شركة Apple، وبعد أن أبلغت الأفراد المستهدفين. إن الشركة التي تحترم هذه المخاوف حقًا كانت قد أوقفت على أدنى تقديرعملياتها للعملاء الحكوميين مثل الأردن ممن لديهم سجل حافل من المخاوف المتعلقة بحقوق الإنسان و التي تسن قوانين طوارئ تمنح السلطات حرية واسعة لانتهاك الحريات المدنية.
البعد الجندري للمراقبة على الإنترنت
يجدر أن يولى استهداف المدافعات عن حقوق الإنسان اهتماما خاصا. إذ قد وثق بحثنا، وعدد متزايد من الأبحاث الأخرى ارتفاعًا مقلقًا في ممارسات القمع الرقمي القائمة على النوع الاجتماعي. يضمن برامج التجسس المأجور بيغاسوس Pegasus لعملاء الدولة التحكم الكامل في الكاميرا والميكروفون ورسائل البريد الإلكتروني والتطبيقات والرسائل النصية وسجلات المكالمات الخاصة بالأجهزة المصابة ويمكنهم من الحصول على كميات غير محدودة من بيانات الأفراد المستهدفين. يكون الخطر أعلى في حال أن المستهدفات هن نساء. من المقلق للغاية أن الدردشات الخاصة ، والصور الخاصة، وغيرها من البيانات الشخصية ربما تكون قد سُرقت من أجهزة النساء المستهدفات.
تتأثر النساء بشكل أكبر من غيرهن بالمضايقات عبر الإنترنت والابتزاز والعنف الرقمي القائم على النوع الاجتماعي الذي تيسره التكنولوجيا، لا سيما في مجتمعات أبوية وفي دول ذات قوانين تمييزية ضد النساء. في الدول المحافظة مثل الأردن، غالبا ما تكون النساء موضع “شرف الأسرة”، وكذلك فإن “جرائم الشرف” جريمة شائعة ويتمتع مرتكبوها بالإفلات من العقاب بموجب تشريعات الدولة و تطبيقات هذه التشريعات. هناك تأثيرات متعددة الجوانب وخطيرة على الناشطات و الصحفيات اللواتي يتعرضن لاختراق أجهزتهن، مثل الابتزاز، والمضايقات، والعواقب القضائية، والعواقب الاجتماعية، والأذية الجسدية والنفسية، وتقويض حريتهن في التعبير، والمراقبة الشخصية، وفقدان الوظيفة، وآثار سلبية على المكانة وتقدير الذات. علاوة على ذلك، فإن هجمات كهذه لا تؤثر فقط على الضحايا بشكل منعزل، وإنما يتعدى إلى التأثير على حيوات الأشخاص المستضعفين في مجتمعاتهن المحلية والذين تقوم الصحفيات والمدافعات عن حقوق الإنسان بتوثيق الانتهاكات الواقعة عليهم و ينشطن في الحشد والمناصرة لقضاياهم.
كما أشارت لمى فقيه؛ مديرة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة هيومن رايتس ووتش والتي تعرضت للاستهداف بواسطة برنامج التجسس بيغاسوس: “أول ما تداعى إلى خاطري كان ‘كيف سيؤثر هذا على الناس في شبكتي الذين أدافع عنهم؟'” وفقًا لعالمة الاجتماع سارا سوبيراج ، فإنه “غالبًا ما يأتي إدخال واستخدام الجمهور الرقمي لمشاركة العمل والأفكار والآراء والتجارب بتكلفة كبيرة على النساء” اللائي “يتحملن وطأة الكراهية الرقمية”.
كما أشارت Access Now و Front Line Defenders في تقرير سابق بشأن استهداف المدافعات عن حقوق الإنسان في البحرين والأردن باستخدام برنامج تجسس بيغاسوس Pegasus ، فإن التأثيرات على النساء جسيمة، مما يجعل النساء “يعشن في حالة دائمة من الخوف ، ويضعهن في عزلة اجتماعية”. ويضع قيوداً على حياتهن الاجتماعية وعملهن ونشاطهن”. يضيف تقريرنا الأخير مؤشرًا مقلقًا آخر إلى ملف مجموعة NSO وإلى الآثار السلبية الجسيمة لاستخدام برامج التجسس Pegasus على الناشطات. كون كل من الضحيتين جرادات والمدافعة عن حقوق الإنسان / الصحفية (أ) هما أيضًا صحافيات يضاعف من هذه المخاوف ويضخمها. لا يمكن أن يكون هناك شك في أن مجموعة NSO قد أصبحت واحدة من الشركات الرائدة في العالم في نشر هذه الأضرار، وسيساهم استمرار استخدامها في زيادة التمييز ضد النساء والفئات المهمشة. للمضي قدمًا ، فمن المهم للغاية إجراء مزيد من الأبحاث حول تأثير القمع الرقمي على المدافعات عن حقوق الإنسان حول العالم. ومن نافل القول التأكيد على أهمية إيصال أصوات النساء في الجنوب العالمي اللائي يتعرضن للاستهداف ببرنامج التجسس Pegasus ، إلى جانب أشكال أخرى من القمع الرقمي لإظهار مدى خطورة آثار القمع الرقمي – لا سيما في المناطق التي عادة ما يتم فيها تجاهل حقوق الإنسان -، وفرض المساءلة على الشركات التي تعمل الآن بشكل غير مضبوط.
شكرو تقدير
شكرا للمساهم الذي يرغب في عدم الكشف عن هويته. شكراً لجمعية المصادر المفتوحة الأردنية (JOSA) لإحالة الحالات. شكرًا لمختبر الأمن التابع لمنظمة العفو الدولية لمراجعة الأقران. والشكر ل جون سكوت وايلتون، و آدم سنيفت، و مايلز كينيون للمراجعة والمساعدة.